رفقا بي

كن رفيقا يا سيدي
فما عاد بالجسد موضع للاحتمال
صدمات الخذلان هشمتني
كصلصال جف من قلة الاهتمام
اطاحته يد غاضبة في وسط الصراخ
فتفتت دون صوت تاركا اياي
على شفا الانهيار
كن حانيا شفوقا
فأجزائي قد يدمرها اشتعال عاطفتك
فأنهار على قدمك حفنة من تراب
أعلم أنك تريد أن تغمرني بحبك
لكني الآن لا استطيع تلقي حبا
يعصف بما تبقى من كيان
حنانيك يا من ملكت القلب
فإني الآن في حاجة للحنان
عله يرمم ما تهشم من عمر ماض
و يهديني عمرا جديدا مليئا بالآمال

يا وطني

أحبك طوعا و رغما و قهرا
ودون حساب لما هو آت
أحبك قلبا و روحا وعقلا
و تأبى الروح تصور فراق
يا دما يسري بشراييني و أوردتي
كيف السبيل إلى لقياك
حياة القلب دونك هلاك
ودونك أنا طيف هائم بالافلاك
جنوني هو وسيلتي في رثاء بُعدك
فهلا اقتربت لاسترد وداعتي
فأنت أماني و أنت حناني
وما دونك هباء
يا نياطا يمد الروح برحيقها
كن لي دوما وطنا آمنا
فلقد سئمت غربتي بالفلاة

كن لي

انت هناك و انا هنا 

 و قلب كل منا ينبض بالأنا

 فأنا أنت و أنت أنا

 و ما بيننا من بعد يقوي وصلنا 

يا من ينبض قلبي بصدرك هاتفا 

كن لي فلست دونك أعرف من أنا

خدني على قد قلبي

يا سيدي عذرا إن علا صوت قلبي راجيا

 أن تغفر له آلاف الذلات حبا 

قد ينطق لساني بصوت العقل حينا 

لكنك بي أعلم ، فأنا للقلب أقرب 

مشاعر في صيغة امرأة تشكلت

 عقل يحاول السيطرة

 لكن القلب غالب ، و انت بي أعلم 

فكن للقلب مرفأ ، كن للقلب وطنا 

و إن نطق العقل يوما فخذني على قدر قلبي

أحبك

و إني أحبك

حد السماء

عدد قطرات المطر

بشوق الساهرين

والمتأملين بالبحر

يا سر نوري

و مغزى فرحتي

كيف السبيل

إلى لقاء

لا ينتهي

دونك روحي

أهديها باشتياق

لا ينقضي و إن مر العمر

حصن

ضعِ المتراس خلف المتراس
اجعلِ من كل حواسك حراس
مقتنياتك ثمينة
فلا تتركينها لكل عابر
لا يعرف مروءة و لا فضيلة
اطردي كل المتطفلين عن أسوار حصنك
و اهجمِ كاعصار إن حاول أحدهم غزوك
قلبك تاجك فلا تفرطي به
عقلك سلاحك فادفعي الأخطار به
انفضِ يديكِ من البشر
فما غير الله لكِ سند
ولا تحزني ، قدرك قادم
دون خذلان أو تصادم
فقط صبرا جميلا
وسيأتيكي الخير
فوق ما كنتِ تحلمين

قلب من صخر

يا قلب قد من صخر
عميق القاع كالبحر
 أما آن لك أن تهدأ
و تسمح أن تجعل من شاطئك مرفأ
لسفينة أنهكها السفر

فأجابني بشموخ المذبوح من الجروح

لم يعد في شاطئي مرفأ إما مستقر

و إما صخر على صلابته ينكسر مَنْ يقرُب

نبتة الصبار

في بلادنا العربية
الحب نبتة صخرية
تشق الحجر لكي يظهر برعمها
فلا التربة ولا الزارع  له خيار الرفاهية
الحب في العالم أحلام و زهور وردية
يعبرون عنه باهداء الورود والكلمات الحانية
أما هنا فان سألتني  فلن أخفي عليك
إن أردت للحب رمزا ان يحيا و يستديم
فعليك بنبتة الصبار الحمولة الأبية
شوكها يحميها من المتطفلين و كارهي الحنية
ونموها برغم شح الماء يناسب ظروفنا القهرية
و تحملها حرارة الشمس و الجدب
يذكرنا بتحمل مرارة البعد والمنافي الاجبارية
أيا أوطان قد حرمتنا من كل حق طبيعي
هل لكي ان تتركينا نحيا حتى كصبار
في ظل جدب صحرواتك القسية
دعينا لمولانا فهو أحن و ارحم بنا
فقد خلق لنا قلبا مازال يحن للحب
بالرغم مما فعلتي لتقتلي كل مشاعرنا الفطرية

ليته يعلم

بداخلي حلم لرجل خيالي
أسطوري المشاعر و الحنين
حينما أهذي بضيق يغمرني
يسمع ما تقوله روحي
يفهم دقات قلبي وأجده
في تلك اللحظات دون طلب
يحتويني، يعلم أن ما اشكو منه
ليس سوى طلب مستتر للاحتواء
أنا امرأة تتصنع الجرأة
لكني في أعماقي
لست إلا طفلة غرة
تخاف أن تطلب
فيصدمها الرفض
أو شعور بالثقل
ايا حلم طال انتظاره
ليتك تسمع ما لا اقول
و تقرأ ما تسطره عيناي
حينما أرنو إليك
أو أخفيهم  عنك
ليتك تعلم أن القلب مشتاق إليك
كشوق صحراء لقطرات المطر
انا لا احتاج لظل رجل
فعندي من الحوائط ما يكفيني
انا احتاج لرجل
من شدة النوازال يأويني
يشد ظهري حينما انحنى
و يأخذ بيدي الى ما يرضي الله
ثم يرضيني
ايا حلم طال انتظاره
متى تهل عليا و تدنيني
من عالمي الذي طالما تمنيته
يحويك و انت بداخلك تأويني 

عمر جديد

اخبروا قلبي حينما تجدوه
أني زهدت الكلام والملام
والقطيعة والخصام
وأن شوقي وتباريح الغرام
قد تجاوزت حد الآلام
وأني ما عدت اشتاق
سوى للصلح والوئام
وإني لست لائمة عليه
و إني سأجعله راضيا
و أكتب معه معاهدة السلام
فمن اليوم لا ماض حزين أو سعيد
سنبدأ معا عهد جديد
مولود يتجدد كل اشراقة صباح
لا يرى أمامه إلا براح
من الأمل السعيد
خبروه إن قد اشتقت إليه
و أن القادم عمر جديد

القصيدة الأخيرة

يا قصيدتي مهلا
ما بالكِ تستعجلين الرحيل

مازال في عمركِ بقية
و مازالت أمور تستجلب التأويل
قد كنتِ بالأمس حاضرة
فلما تضنِ اليوم عليا بالأمل الجميل
أسطرك لم تنتهِ بعد
فمازلنا نحبو في الاستهلال والتمهيد
ألا تعلمي أن معانيك شاخصة
في بحر لياليا البهيم
لتشرق به كالشمس حينا
وكالقمر ضيا على الكون العليل

يا قصيدتي مهلا
ما بالكِ تستعجلين الرحيل

اليوم سأنسج فيكِ غزلا
يزينه الصبر الجميل
وغدا سأنثر فوق قلب العاشقين قطرا
يزيل هما قد علق بالعمر على مر السنين
وربما أضيف للشخوص شخوصا
عله يعوضهم فراق الراحلين
أو يضفون ودا يبعث أمل من جديد

 فيا قصيدتي مهلا
ما بالكِ تستعجلين الرحيل

ولأنك نادرة الوجود
وصعبة التكرار والتكوين
لن استطيع وضع خاتمة لكِ
و سأتركها لمرور السنين
لكني سأستمسك بكِ
كأنك آخر أمل لي في طريق الخالدين

يا قصيدتي مهلا
أعلم أنك لا تقصدين الرحيل
كل الأمر أنكِ مازلتِ لم تعرفي
أن قدرك أعلى وأجمل مما تظنين 

رحيل

يا سيد الأبيات عذرا
قد أضعت فرصتك الأخيرة
ما فات لم يكن اختبارا
بل كان ادراكا بالبصيرة
الهرب وقت الحرب ذنبا
لا رحمة به و لا غفرانا
اثبت حقا انك سيدا بالقول
لكن الفعل عندك ليس له مكانا
أعلم أن سياط الحقيقة مؤلمة
لكن القلب قد سأم خذلانه
هذه المرة الرحيل بلا رجعة
فلم يعد للعودة سبيلا أو عنوانا 

نبض العيد

هذا العيد يختلف
بقلبي نبض يأتلف
حلم بين الضلوع قد سكن
كنت احتسبه قد اختفى
فطل برأسه معلنا ها أنا
فهل اصدق
هل اطمئن
قلبي يحدثني انا ما انتظرته طويلا
قد صارقريبا
لكن مهلا يا قلبي
انتظر ، احلم دون تسرع

حتى لا يخذلك الامل
حافظ على ما يرتسم
و ادعو الله أن يكتمل
 

استراحة

لا أريد أن أوجعك أكثر فلم يعد بقلبك مكان، لكني مازالت أسألك و انتي لا تجيبين السؤال
إلى متى ستظلي هكذا ، أما لما تفعليه بنفسك من نهاية
إلى متى ستظل أبوابك مفتحة
بربك هلا أوصدتيها
لستي محطة قطار و لا استراحة للشاردين
افيقي ، انت بشر ، قلبك لم يعد يحتمل
اوجعتيه بما فيه الكفاية
ليس هناك من يناسبك
فكفاكي تضميدا لجروح آخرين تؤلمك
كوني لنفسك طبيبة مرة و اغلقي كل النوافذ
هاجري في داخلك و اهربي من كل الكوارث
و الهواجس، ليس لديك أحد
اعقليها و احفظيها
مهما فعلت أنتي على الهامش ستبقي
لستِ من هواة الشفقة فكفي بالله
اهربي من كل الأشياء
و الأسماء والمعاناة
اعلنيها بصرخة تسد آفاق الفضاء
ما بقى فيا مكان
ما عاد فيني صبر
ما عاد فيا مكان جديد للقهر
انصفي نفسك لمرة واحدة
حتى و ان كان من نفسك
فقد وصلتي لقعر المنحدر 

أحلام

هل أبدو كامرأة ابدية

انا يا سيدي قدرية

جل ما ابغيه حب صاف

ليوم كامل دون شقاق

ان اقضي يوما دون بكاء

دون ان يخذلني قلبي

مع اطياف مخفية

إن سطعت شمس الصدق

هربت، جبنت ، تركتني

اغرق نفسي ببحار اللوم

كل الامر اني خيالية

احاول بث حياة في أحلام

صيفية، ربيعية،لكن تبقى أحلام

تحييني بغيمات وردية

فاقبل قدرا يحوي طفلة

في ثياب امرأة تأبى ان تتخلى يوما

عن قلب يعيش بأحلامه الدُرّية