الطائر الذبيح
رأيتها ترقص ، بجنون ، تلف و تدور ، حتى أصبحت لا أعرف من أين تبدأ دورانها و إلى أين تنتهي ، كان بأيديها شيئ لم اتبينه - كان صغيرا ، يتساقط منه قطرات حمراء قانية . كانت تزيد من سرعتها من حين لآخر و كلما زادت السرعة كلما زاد تساقط القطرات من يديها . و فجأة توقفت عن الرقص و توقف تساقط القطرات و رأيتها تسقط كورقة شجر ذبلت من قرون. أسرعت لاراها هل مازالت معنا -لكن للاسف لم تعد تنتمي لعالمنا ؛ انسابت روحها لتبدأ رحلتها الأبدية. وجدتني ادقق فيما كانت تحمله فراعني ما رأيت ، لقد كان قلبا بشريا : سألتهم قلب من هذا؟ قالوا قلبها . كانت تسرع في الرقص لكي ينفد ما فيه من دم سريعا . تلك القطرات الحمراء كانت قطرات دمها . قلت : ويلي لما كل هذا؟ قالوا أحبت و ليتها ما أحبت ! ، لم يكن سيئا لكنه كان عاشقا لأخرى ملكت عليه صحوه و نومه ، لم يعد لها مكانا حتى في مخيلته .
قلت : لما لم تحاول أن تنسى ، أجابوني - لو كنت عرفت الحب ما سألت - الحب لا نسيان فيه ، انما هو تناسي - و هي لم تستطع ان تنسى او تتناسى - فنزعت قلبها عسى أن تزيل حبه منه ، لكنها لم تستطع فآثرت الرقص و الموت ، على حياة بلا حبيبها
قلت (( يا أيها السلطان الجائر الملقب بالحب ، متى ستتوقف عن عبثك بمن يسلمون قلوبهم اليك . تلك المسكينة ، ساكنة الحراك هي احدى ضحاياك ، كانت تظن انها ستقتلك لكنك انت من قتلتها - كانت كالطائر الذبيح يحجل حول قاتله ظنا منه انه سينقذه و لا يدرك بأن ما يفعله ماهو الا تسريع بإنهاء مهمة قاتله . ))
يا من كنت وحيدا احذر هذا السلطان فليس اصعب على نفسك من حب تحترق به حتى الموت دون أن يشعر من تحب بلفحة من ذلك الحريق . انه الموت و انت على قيد الحياة.
31-8-2002
31-8-2002

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق