الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

الدائرة العكسية

استيقظت من نومها في ميعادها المعتاد ، ارتدت ملابسها سريعا ثم نزلت و ذهبت إلى المقهى القريب من بيتها ( الكافيه) لتشرب قهوتها المفضلة ، جلست كعادتها في انتظار القهوة ، لاحظته هو ذلك الشاب الذي تراه يوميا في نفس المكان و نفس التوقيت يحتسي قهوته و يتصفح الجريدة ، كانت تراقبه يوميا ؛ تهتم بكل بحركاته و سكناته ، كانت بين الحين و الآخر تراه يختلس النظر و كأنه يراقب فتاة تجلس بالمنضدة المجاورة له - كانت هي دائما تتمنى أن يلتفت و ينظر اليها هي - كانت تستمر بمراقبته علها تظفر بما تتمنى - ثم بدأت تراقب فتاة المنضدة لكي تستشف اذا ما كانت النظرات متبادلة . " يالا الدهشة " قالتها لنفسها بصوت يكاد مسموع فقد كانت فتاة المنضدة تراقب احد اخر يجلس في المنضدة المجاورة لها و هو يراقب أخرى و الاخرى تراقب آخر الى ان التفت ورائها ففوجئت بمن التقت عيناها بعينيه ، ووجدته يبتسم لها ويطلب منها أن تشاركه قهوته ، أجابته باسمة بالموافقة ، لكنها طلبت منه ان ينتظر لحظة ، وقفت بمكانها و انتبهت الى ما كان غائبا عنها ، و ضحكت من قلبها؛ المقهى بأكمله عبارة عن دائرة من المناضد يتطلع من فيها الى من لا ينتبه له ، قررت أن يكون لها السبق و تكسر دائرة الانتظار - قبلت دعوته - انتبه الاخرون لاول منضدة ثنائية تتكون - و بدأ الاخرون في النظر فيمن حولهم - انكسرت دائرة الانتظار و الوحدة و اصبح المقهى كأنه دائرة عكسية ، لكنها تلك المرة دائرة من المناضد التي تشدو بلمحة من بدايات جديدة مبشرة.

 انظر حولك جيدا فربما الاتجاه الذي تنظر نحوه ليس اتجاهك الصحيح 

((لا تفقد الأمـــــل))

5-5-2004

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق