الجمعة، 30 أكتوبر 2015

الشرفة

”ياااه ما أجمل عودتي إلى وطني و بيتي" قالها نزيه و هو يفتح شرفة منزله الذي فارقه منذ أكثر من عشر سنوات بحثا عن فرصة عمل في احد الدول الاوروبية . رجع نزيه وحيدا كما سافر وحيدا . كان يخبر نفسه دائما ان وقت تكوين حياة خاصة به قد فات أوانه. كان أول ما فعله  نزيه هو فتح شرفة غرفته ليطل على شرفة السعادة كما كان يسميها . الشرفة المقابلة لشرفته كانت جزءا من بيت يعشق الورد و الضحك و القهوة . ظلت تلك الشرفه زمنا طويلا المحور الرئيسي لحياة نزيه . وحيد هو كانت حياته مملة الى ان سكنت تلك الاسرة أمامه . اضفت جوا من البهجة و الحيوية الى حياته . كانا عروسين يتبادلان الضحكات و زراعة و رعاية الازهار و شرب القهوة قبل المغرب في الشرفة كل يوم . كان البشر و الحب يفيض منهما فيشعر بالسعادة لهما و منهما . ثم بدأ الزوج يظهر وحده. اصاب نزيه القلق على الزوجة . الى ان رآها وهي منتفخة . كانت تحمل مريم .تلك العصفورة الصغيرة التي طالما ازعجته ببكائها صغيرة و اشاعت السرور به بعد ذلك كلما ظهرت بالشرفه. كانت تضحك له و تشير و تزقزق كالعصفور . و كبرت مريم و رزقت بأبا بكر  أخا ثم تلته خديجة و أصبحوا فريقا من الازعاج المتحرك و لكنه كان لنزيه معنىً للحياة . كان يراقبهم دائما من وراء الشيش طالما الزوجة بالشرفة لكي لا يحرجها . فاذا كانت مريم و اخواتها وحدهم  دخل شرفته وامتد الحوار بينهم . اعتبرهم أسرته التي لم يرزق بها . و الان بعد عشر سنوات يشتاق ليراهم و يعرف أخبارهم . عندما ترك مريم كانت غادة في الثالثة عشر من عمرها و ابا بكر في العاشرة اما ديجا الصغيرة كانت في الثامنة. أول ما طالعه بشرفة السعادة كانت مريم الصغيرة التي كانت تزقزق و تبتسم له . عجبا مريم الان شابه هل هي اخت صغيرة .دخلت الشرفة فتاتين رائعتين تلاعبان الصغيرة . فهتفت الصغيرة ماما و هشت للاخرى قائلة ديدا . نعم لقد اصبحت  مريم أما لفاطمة الصغيرة طمطم كما يحلو لي ان ادللها . ابا بكر اصبح مهندسا للبترول يغيب بالشهر ثم يزور ابواه مع زوجته الطيبة اما ديجا الصغيرة فقد كانت خطبتها الخميس الماضي. لقد اصبحت عروس . و رجعت أنا احيا بهم  و معهم و ما استرعى انتباهي حقا ان كلا الزوجين مازالا يحرصان على قهوة ما قبل المغرب في شرفة السعادة . كأنهما مع الشرفة لوحة فنية للحب و السعادة و حديث مع النفس لا ينقطع .

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

شق الروح

هل جربت ان تغمض عينك يوما
و تتخيل كيف انشطرت روحك الى نصفين
نصف قد غاب بعيدا و نصف ظل يشتاق بجنبات الصدر
كم مرة حلمت بشقي الروح قد اجتمعا
و سريا معا في فضاء الكون
كم دمعت عينك شوقا للقاء
دعوات في جوف الليل لرب رحمن
بقلوب عباد قد تاقوا لتسبيح
مجتمع بين شقين قد طال غيابهما عن بعضهما البعض
و اليوم يمن الله بقطرات من أمل الغيث
بخيال الروح و ان بعدت فقد اهتديت بسناء الضي
ضي بشرني بحلم يتحقق و عودة غائب
و لقاء منتظر سيلم الشمل و يعيد الشقين الى أصلهما
بكيان واحد و يريح القلب

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

مريم

في ركن هادئ جلس
يرتشف فنجان القهوة
تتزاحم افكار عدة
في رأس شابت شعراته
قلب مثقل بالذكرى
و رحيل طال بلا مرسى
هل تحمل قلما يا عمي
سألته بهمسات خجلة
سبحان من خلق و صور
كملاك  بضفائر شقرا
عيناها تبتسم حبورا
  و ثغر قد ملئته البسمه
و سألت عن الاسم فقالت
مريم فطار القلب من الفرحة
هذا قلمي يا مريم
و خطرت في البال الفكرة
و سريعا اخرجت الهاتف
و سألت بصورة للذكرى
يا أبتي هيا استيقظ 
امازلت كعادتك بي تحلم
و فتحت العين على مريم
حبة قلبي توقظني
أمي تنتظرك في الشرفة
و القهوة توشك أن تبرد
حمدا يا ربي على المنه
فمعين عطائك لا ينضب

الأحد، 11 أكتوبر 2015

همس القلب

علي شاطئ البحر وقفت

شاخصة الى الجانب الآخر

تناجي موج البحر بهمس

لعله  يوصله الى الراحل

همسات تحمل نبضات

للقلب و بوح ضن به لسان

ما اعتاد القول بمكنونات الاسرار

دامعة اعينها بعد منع

كانت بسمتها اخر مشهد

ارادت ان يراه الراحل

خائفة هي من الوحدة

بعد لقاء رسمته الأقدار

تعلم ان المسافات بينهما بعيدة

لكن القلب مليئ بالامل

في رب رحمن بعباده

من يملك ان يقتل قلبا

قد أنعش بعد لقاء

عذرا ان عاد الحزن

يمتزج هونا بكلامي

لكن القلب به وجل

من شعث بعد اطمئنان

سأظل يراودني الامل

بسعادة تمحي الاحزان

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

وصية الرحيل

راحلا الى عالم جديد

باحلام و امال السنين

روح مليئة بالامل

في غد برحم الغيب يسكن

هل لي أن اوصيك وصية

كن مع الله و اسلم له المصير

ان الرحيم بقلب عبده عليم

القلب مليئ بالكلمات

لكن سأوفرها للدعوات

يا راحلا لا تطل الغياب

فمازالت أرضك مليئة بالأحباب

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

زهرة الصبار

ان اردت قلبها
فلا مفر من سيرك على الاشواك
هي اقرب ما يمكن الى قلبك
و ابعد ما يمكن عن منالك
نسمة في ليل اغسطس الخانق
ضحكة طفل وسط دموع ثكالى
زهرة صبار تحتاج الى انهار من العشق
لكي تطل برأسها خارج اشواك حمايتها
ان اردت قلبها فعليك بالصدق و الصبر
و لا تحزن او تيأس فزهرتك تستحق الانتظار